في غمرة العمليات العسكرية الجوية التي تنفذها القوات المسلحة الملكية ضد ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، منذ أواخر سنة 2020، في المنطقة العازلة على الحدود مع موريتانيا والجزائر، زار وفد من قيادات الجيش الموريتاني المملكة مؤخرا، للقاء الفريق محمد كاديح، مفتش القوات الجوية المغربية.
ومن المحطات المثيرة للانتباه في هذه الزيارة، تنقل الوفد العسكري الموريتاني، الذي كان يقوده اللواء محمد ولد الشيخ ولد بويدة، قائد أركان القوات الجوية الموريتانية، إلى القاعدة العسكرية الجوية في مدينة ابن جرير، التي تتحدث عدة معطيات عن كونها المنصة التي يتم منها توجيه الضربات الجوية لعناصر الجبهة الانفصالية.
وقال بلاغ للقوات المسلحة الملكية، اليوم السبت، إنه بتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وفي إطار التعاون العسكري المغربي الموريتاني، استقبل مفتش القوات الملكية الجوية، يوم 22 أبريل 2024، بمفتشية القوات الملكية الجوية بسلا، اللواء محمد ولد الشيخ ولد بويدة، قائد أركان القوات الجوية الموريتانية، مرفوقا بوفد عسكري رفيع المستوى.
وحسب البلاغ، شكل اللقاء بين المسؤولين “فرصة للإشادة بالروابط التاريخية والعلاقات المتميزة بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية”، مضيفا أن الطرفين تدارسا مختلف أوجه التعاون العسكري بين البلدين وسبل تعزيزها من خلال التدريب والدعم التقني ونقل التكنولوجيا وتبادل التجارب والخبرات وتطوير العمل المشترك بين القوات الجوية للبلدين.
وقام الوفد الموريتاني بزيارة المدرسة الملكية الجوية وقاعدة مدارس القوات الملكية الجوية بمراكش، وكذا القاعدة الجوية في ابن جرير، وهي القاعدة التي رُصدت داخلها، سنة 2022، طائرات بدون طيار من طراز “بيرقدار TB2” تركية الصنع، التي يُرجح أن سلاح الجو المغربي يعتمد عليها في استهداف عناصر جبهة “البوليساريو” الذين يتسللون إلى داخل المنطقة العازلة في الصحراء.
وباعتراف الجبهة الانفصالية، نفذ المغرب عدة ضربات جوية داخل المنطقة العازلة، ضد قيادات ومُسلحين تابعين لملشياتها، دخلوا إلى المنطقة العازلة منزوعة السلاح، في محاولة لاختراق الجدار الأمني الذي يفصل أقاليم الصحراء عن الحدود الجزائرية والموريتانية، وذلك منذ التدخل الميداني المغربي في الكركارات في 13 نونبر 2020.
والقاعدة الجوية لابن جرير، التي أنشأتها في الأصل القيادة الجوية الاستراتيجية الأمريكية لاستقبال أنشطة وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء NASA سنة 1951، تعد أهم قاعدة عسكرية جوية في المغرب وتستقبل العديد من الطائرات المقاتلة، كما يتم منها التحكم في تحركات الطائرات المسيرة عن بُعد
المصدر : الصحيفة من الرباط
