تعيش بعض المقاطعات التابعة لجماعة الدار البيضاء صراعات بين المنتخبين برزت خلال دورة يونيو الأخيرة، مما ينذر بحدوث تصدعات وانقلابات في هذه المجالس، بعد توقف بعض الدورات وحصول تأجيلات في ظل عجز قيادات الأحزاب عن التحكم في الوضع.
وتعرف مقاطعة سيدي بليوط خلافات حادة بين الرئيسة المنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة كنزة الشرايبي، وأغلبيتها المنتمية لحزب الاستقلال وأحزاب أخرى، حيث فشلت للمرة الرابعة على التوالي في عقد دورة يونيو 2024، مما يطرح تساؤلات كثيرة حول الأسباب الحقيقية وراء عدم اكتمال النصاب القانوني.
ويتهم الأعضاء رئيس المقاطعة بالتسيير الانفرادي والعشوائية، خاصة بعد غيابها عن الاجتماع بدون تقديم أي مبرر، الشيء الذي أثر سلبا على سير الأعمال والمشاريع المبرمجة في المنطقة.
بدوره، يمر رئيس مقاطعة عين السبع، يوسف الحسينية، بنفس الأزمة، بعد فشله في عقد دورة يونيو، لعدم وصوله إلى النصاب القانوني بسبب مقاطعة غالبية المستشارين للجلسة من بينهم أعضاء من الأغلبية والمعارضة.
ويرفض أعضاء المقاطعة طريقة تدبير الرئيس للمجلس وقراراته الفردية ورفضه المقاربة التشاركية، مما وضعه في ورطة حقيقية بعد تحالف الأغلبية والمعارضة ضده، حيث حضر فقط 6 مستشارين من أصل 24 مستشارا ينتمون إلى الأغلبية المشكلة من أحزاب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والاستقلال.
كما تمر مقاطعة الحي المحمدي بنفس الأزمة بين الرئيس المنتمي لحزب الاتحاد الدستوري وبعض أعضاء الأغلبية المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة، مما وضع المجلس في صراع داخلي ينذر بحدوث انقلاب على الرئيس مع اقتراب موعد تجديد الثقة في الرؤساء خلال الأشهر المقبلة.
وحسب مصادر محلية، فإن هذه الخلافات التي تعرفها مقاطعات العاصمة الاقتصادية، ظهرت بعد إقصاء مجموعة من مستشاري الأغلبية من الحصول على مهام في التسيير، مما جعلها تقرر اتخاذ خيار المعارضة من أجل إعادة ترتيب الأمور والتوافقات مع رؤساء هذه المقاطعات.